الأربعاء، 19 يوليو 2023

أنا وقلبي هالمدينة - الجزء الرابع

سمع صوته اللي لفته اول مادخل البيت، ركض مانع عالدري وهو مبتسم رايح فوق صوب حجرة امه وابوه، فتح الباب ووقف، شاف ابوه عالشبريه طايح وحذاله طايح خالد، ومروان واقف يراقب الاثنين
 
مانع: هذا ليش هني
فهد: انا يايبنه عندك مانع! والا صدقت اسمك وياي تفرضه علينا
مانع: افأ على قولت مايد !!
ضحك مروان ف الوقت اللي نش فيه ابوه ساير صوب الحمام
مانع: يا يرد حق حاسيته ويقصفنا واحد واحد، او يفقد ذاكرته وينكرنا كلنا !!
مروان: شو اللي يريحك اكثر
مانع: الشي اللي يريحه
مروان: عيل اسكت عنه 
مانع ضرب خالد على ريوله: وانته ليش هني
خالد: ماما سارت دوام
مانع: وابوك كالعاده مارد اصلا من الدوام !
مروان: خل الولد يا مانع، اصلا زين يوم انه هني، فاقدنه ياخي
مانع ابتسم: حتى اناا
واجدم من خالد وهو يلعوزه والثاني يضحك ويضرب
مروان: وينها امايه !
مانع: اللي اعرفه انها طالعه ويا مايد
مروان: اسميها كرفته عيل
مانع: زين اتسوي فيه
 
ومن ياب طاريهم، دخل مايد الحجرة وهو يركض صوب خالد، ودخلت عوشه وراه تتحرطم رايحه صوب الدريسنق
 
مروان: خير ؟ شو فيها ؟
مانع: طالعه ويا مايد يعني شو بيكون فيها
مايد: امك اتحب الاكشن انا شسوي
عوشه: انا احب الاكشن ياللي ماتستحي انته !!
مايد: حوطتج في ربوع دبي كلها، امايه وفوق كل هذا اتقوليلي ما انفع
عوشه: وجذبت، ماتنفع انته صدق،، ابوكم وينه
مروان: دخل الـ..
 
قبل مايكمل جوابه طلع خالي فهد من الحمام وهو خرسان، ف موقف جبر الكل يصد صوبه مستغرب من هيبته اللي بدا يفقدها
 
عوشه: فيك شي فهد ؟
فهد: ابا،،،،
 
سكت، وعوشه لازالت امركزه في عينه وكأنها تعطيه القوه من روحها عشان يتجرأ ويكمل الشي اللي مب متجرأ يقول انه نساه !!
 
فهد: مب عارف كيف اتوضى !!
مروان: بس، انته صليت ابويه
عوشه مسكته من ايده: تعال فهد تعال
فهد عصب: هديني !!
 
صرخته كانت كافيه انها اتخلي الكل ينصدم ويصد صوبه، نش مروان من مكانه مسكه من ايده وسحبه، وكأنه يحاول يحرك الموقف اللي كل شي جمد فيه 
 
مروان: بتصلي العصر ؟
فهد: بصلي الظهر انا ماصليت
مروان: تمام، شو رايك انسير المزرعه عند عمي ناصر اتصلي هناك
فهد: مايستوي اصلي هني ؟
مروان: يستوي، بس عمي ناصر اتصل بي قالي خبر ابووك ايي عندي يصلي
عوشه: مروان !!
مروان: خليه امايه، اعرف شو اللي يريحه " صد صوب خالد " هذا ابوه خلاه عندي امانه، ماوصيج عليه
عوشه:اتوصيني على ولديه !
 
ابتسم، ردت له ابتسامه ذابله، مسك مروان ابوه اللي كان ضايع امبين ناس مب عارفنهم، ومشى معاه رايحين مكان هو مب عارفنه !
 
..
 
طاوله زجاج عريضه، تفصلها عنه، كانت يالسه وهي حاطه كتاب جدامها، اتحس ذوقها خذلها مثل ما الدنيا خذلتها
 
ريد: للمره الثانيه اخفقت ف اختيار الكتاب
فارس: وشو يعني، ياما اخفقنا في اختيار اشيا ثانيه " ابتسم" اكله غاليه في مطعم مايسوا مثلا !
ريد ابتسمت: تدري ليش دايما احب ايي هني وايلس معاك
فارس: غير انج تصرقين مني كتب وماتصورينها؟
ريد ضحكت
فارس: شو
ريد: اتهون الدنيا معاك فارس
فارس: اتهون اكثر، يوم نستوعب انها فانيه بتنتهي بنفخه وحده في الصور
ريد: كيف اثنين ماعرفو يعيشون الحياه، اتكون نتيجه زواجهم واحد مثلك
فارس: انتي اختيه لاتنسين هالشي
ريد: وفيصل اخوك لاتنسى هالشي
فارس: مافي شي يشبه الثاني في الحياه، الله خلقنا مختلفين عشان انكمل بعض ونستفيد من بعض
ريد: وانأذي بعض
فارس: نحن لي اخترنا ان اناذي بعض
ريد: كيف اختار اني أأذيك
فارس: مثل ماتختارين انج اتمريني هني وتيلسين وياي، مثل ماتختارين انج تروحين عند نورة اتسولفين وياها، انتي ماخترتي اني اكون اخوج، ولا اخترتي نوره انها اتكون بنت عمج، بس اخترتي انج تيلسين ويانا لانج ترتاحين معانا، اللي يأذي نفسه يروح للشي اللي يأذيه بنفسه، اميه لو كانت هني كانت بتواجه ألم واحد مقابل ان باجي الاشيا اللي جدامها بتساعدها اتعيش واتخليها تنسى ألمها لين ما يتخدر وتتعايش معاه، بس هي اختارت انه يستمر، يوم قررت تبتعد عنا واتروح، شلت هذا الهم الوحيد معاها، واتناستنا نحن كلنا
ريد: وهذا اللي امأذني
فارس: ادري
ريد: كيف تدري 
فارس: انا شخص ابيع كتب " ابتسم " واقرا
ابتسمت ريد بـ ألم وسكتت
فارس: في شي فالحياة اسمه خيره، انفر عليه خيباتنا وانكساراتنا ونوقف بعدها متفائلن " ابتسم" مبتسمين في ويه الحياه، فكري فيها، كنت بفتح هالمكتبه لو مب ظروف حياتنا لي مرينا فيها؟ كنتي بتروحين وبتردين عند نوره بدون خوف وكأنج قاعده اتسوين شي غلط؟
ريد: كان ابويه مابيبتعد عنا
فارس: ولا غيره كان بيقترب منا
رفعت راسها اتشوفه بملامح منكسره
فارس: لو كل هالاشيا ماصارت، جان عاش ف هالحياه غريب، ومات غريب، نحن اليوم ماندري اللي مات منا وفينا والا لا، ماخلتنا انحس، بس يوم هي حست اتعاملت مع الموقف بـ انها تتهرب من مواجهة هالاحساس !!
 
يمكن الاختيار الغلط الوحيد اللي يهون جدام كل شي عاشته، هو اختيار الكتاب لي ف اديها بس شو يساوي هالكلام جدام كل الخسارات اللي عاشتها ؟
 
..
 
كان يالس حذالها بدون ماترفع راسها او اتصد صوبه، ساكت طول الوقت وهي امطنشتنه وكأنه مب موجود، عينها في تيلفونها تلعب، وعينه في كل ملامحها الزعلانه وهو يفكر كيف يراضيها، رفع سبابته يظربها على خشمها، نزلت اديه، رد يظربها، مسكت اديه فرتها، كرر الحركه عصبت
 
فيصل يضحك: يعني شسووي فيج
هند: مافي بني آدم يراضي حرمته وهو يظربها على خشمها
فيصل: ماظربت، بس العوزج
هند: لا تلعوز خشمي
فيصل: ويهج بكبره زعلان مني ماعرف بشو ابدا عشان أراضيه
هند: قلبي اللي زعلان، والقلب يوم يزعل تتغير ملامح الويه كلها، يعني حاول اتراضي قلبي وكل ملامحي بتتغير بدون ماتتعنى واتفكر بـ اي حاسه من حواسي تبدا
فيصل: انتي اتعرفين ان هالكلام انا مافهم فيه
هند: وشو اللي تفهمه عيل عشان اكلمك عنه، اذا العتاب ماتفهمه والحب ما تفهمه
فيصل: انتي ليش تتكلمين معاي جذه
هند: لانك تعبتني فيصل، عشت عمري كله قبل ما اخذج وانا في صراع عشان اكون وياك، والحين عقب ما خذتك قاعده اعيش في صراع عشان ما ازعلك، اتخليني افكر ف الكلمه قبل ما اقولها واتخيل الموقف قبل ما افكر اني اسوي شي
فيصل: اذا بتشاوريني قبل ما اتسوين اي شي ما بتعيشين في هالصراع على قولتج
هند: اشاورك في شو، اذا بنزل بسلم على حرمت خالي اللي يايه بيتنا ؟
فيصل: خلاص خلاص سكري هالموضوع
هند: مابيتسكر، انا بنتهم، وبتم بنتهم، يعني هو مب موضوع، هاي حياه كامله
فيصل: هند لا تنرفزيني، قتلج سكري هالموضوع وخلاص
هند: اذا السالفه جذه، وايد بتتنرفز باجر
فيصل باستهزاء: اليوم متنرفز بس لانج ف بيت ابوج
هند: وانته قلت لي بالضبط متى بطلع من بيت ابويه
 
سكت عنها بتوتر، لاحظته بس مافهمته !
 
فيصل: ياي اراضيج هند، لا تخلينا انكبر الموضوع ونزعل اكثر
هند: اتراضيني بـ شو، وانته حتى ورده يابسه مب يايب وياك  
فيصل وقف: قومي معاي
هند: وين
فيصل: بنطلع
هند: لا،، الله يخليك لا، سالفة ان نص الدرب تزعل وتنزل من السياره اتخليني بروحي، هاي روحها يبالها قضيه ارفعها عليك عند محمد فهد
فيصل: انا مادري هالمحمد كود خصم! كوبون ! واسطه،،، شو بالضبط
هند: كل شي، فكر انك اتزعلني، لا اخليه يسجنك
فيصل ابتسم: تبين محمد، يوقف ضدي!! ماحزرتي فديتج
هند: هو خاين بعد ماقدر اثق فيه الصراحه
فيصل ضحك: مااااعندج غيري في هالدنيا تثقين فيه، سمعتي
هند سكتت
فيصل: سمعتيييي !!
 
رد ظربها على خشمها، كشخص غامضنه زعله لا اكثر، كانت اتحس بـ ثقل وجوده معاها، فيصل مب نفسه الانسان اللي حبته، ولا نفسه اللي حارب وصارعت وظاربت الدنيا ونفسها واهلها،،، عشان تاخذه !
 
احيانا، وفي لحظه الانسان يقرر انه يتوقف يكون هو الانسان اللي كنا انحبه في يوم، وهذا اسوأ قرار ممكن يتخذه اي شخص انحبه بدون ماندري، ليش وشو السبب
 
..
 
في مزرعه ابويه اللي يحب يقعد فيها وقفت السيارة عند الباب، نزل منها مروان وهو رايح صوب ابوه، فتح له الباب ونزله وياه، مشو رايحين صوب ابويه، على كرسي ممتد، كان متكي وهو رافع ريل وحده والريل الثانيه امثبتنها عالارض، ومجرد مالمح مروان وخالي فهد، ابتسم ابويه وابتسم قلبه !
 
ناصر: هلااا
 
حظنه وهو يسلم عليه، بادله خالي فهد وهو فرحان
ناصر: اقرب اقرب
 
مسكه ابويه من ذراعه اللي كان مادنهن وهو يمشي معاه رايح صوب الكراسي، يلس خالي حذاله ومروان كان امجابلنهم
 
ناصر: اشحالك
مروان: بخير عمي، انته اشحالك
ناصر: انا هذا حالي، طول النهار ايلس هني اسمع صوت الماي واجابل الخضرا 
فهد: وتارك اهلك وبيتك
مروان يستغل الموقف: منو تقصد بـ اهله وبيته
فهد: حصه اختيه وبناتها نوره وهند وغايه منو عنده غيرهن بعد
ناصر: لي طريتهن ثمرة فوادي، كيف اتقولي اتركهن، بس نوره مشغوله ف بيتها وعيالها، وهند لاهيه بين دوامها وحياتها عقب ما ملجت، وغايه لاهيه بـ دراستها 
فهد: واختيه مالها نصيب من وقتك ؟
ناصر: اختك اتحب تيلس فالبيت، وانا احب ايلس هني، بنيت لها فله ثانيه هني، حجرتين ومطبخ وصاله ودنيا، وكل شي وقفلت الباب وعطيتها المفتاح قلتلها هالفله حقج بس تعالي قالت انا مب خبله شراتك اودر بيتي وايي انحشر ف هالقوطي، الحين انا خبله ؟
فهد ضحك: بيني وبينك صدقها، محد يلومها
مروان: هالفله زينه حق مايد يعرس فيها، ويفتك من بيتنا السجن على قولته
ناصر: وانتو جيه ذالينه
مروان: امايه فارضه عليه شوية عقوبات
ناصر: دام ام محمد ف السالفه معناته يستاهل مايد
مروان: عن يسمعك عمي بيعق عمره فالحوض
ناصر: برايه بيغرق شوي وبيشرب من الكلور، بس مابيستوي به شي
 
ضحك مروان وضحك ابويه وياه، اما خالي فهد كان مبتسم ومنفصل عنهم في عالم بعيد، مع ذاكره اتكون حاضره شوي، واتخونه شوي! وامبين الاثنين كان مروان يسولف ويا ابويه وهو يدعي ان يستمر ابوه على وضعه، مسترسل وهو يتذكر كل الأشخاص لي ف حياته، لين قاطع حديثهم صوت خالي فهد اللي فجأه اتذكر شخص ناقص، ماسأل عنه وصد صوب ابويه وهو يخرس افواههم هم الثنينه اللي انصدمو من سؤاله
 
فهد: عيل! عبدالله وينه، من زمان ما مرنا ولا شفناه
 
فز ابويه من مكانه وهو يعدل يلسته، مروان وقف منصدم مب عارف شو اللي المفروض يستوي عشان تستمر الحياه عقب ماكل شي وقف تماما، بعد سؤال خالي فهد، عن عمي عبدالله !
 
في ذاكرة خالي فهد، صارت الويوه مرتبطه بناس معينة، ويه ابويه مرتبط بـ عمي عبدالله، ويه محمد مرتبط بـ هنادي، اما خالد، فكان حاضر في كل الويوه !
 
..
 
في قاعة عرس ضخمه، احتجت كل جهدي عشان اصمم تنسيقها لهاليوم اللي اصر محمد يكون فيه معاي من كثر ماشافني متوتره طول الفتره اللي كنت احاتي فيها هاليوم، واقف وهو ناجس غترته، حاط اديه على خصره وهو رافع كندورته بـ هالحركه
 
محمد: غصن الورد هذا جيه ذابل، حرام
نوره: وانته اتحاتي الغصن يعني؟
محمد: احاتي اي شي يخصج ف الحياه
نوره: الحين انته جيه نازل بالغتره والعقال، بتحضر العرس؟ بتزف المعرس؟؟
محمد: انتي قولي اول، شو قررتي
نوره: في ؟
مد: الريال يترياني ارد عليه
نوره: انا مب مصممه ديكور
محمد: حب ذوقج وسألني اذا بتنسقين مكتب اخوه، جاهز المكتب بس يبا شوي لمساتج عقب ماشاف مكتبي
نوره: ماعرف، بفكر
محمد يطنز: ويسلّم قلبه الزعلان
نوره: سطل الورد هذا يبه عندي، يالس بس يتعبث فيه
محمد: حاضر، حاااضر يا محمد فهد حاضر، الناس اتخاف تسمع اسمي في اي قضيه، تدري اني بكسبها وباخذ الحق منها، وبنت ناصر امبشكرتني هني
نوره يلست على طرف الاستيج: الحين يوم اقولك ييب لي السطل يعني امبشكرتنك
محمد: انتي تبين السطل، تبين عيوني، تبين هذا القلب هذا اللي هني، هاه، مافيه حد غيرج في هالدنيا يحبه كثرج، قولي شو تبين، يفداج كل شي فيني
نوره: ابا شوي من لسانك المعسول هذا
محمد: انتي برمييل عسل بكبرج
نوره ضحكت: يالخاااس، عشان هالكيلوين لي ماقدرت انزلهن عقب مايبت هند
محمد: كيلويين بس!! قولي بوفيه كامل
نوره: قم عن ويهي، رد سر مكتبك هاللي عالبحر اتأمل المد والجزر ماباك اتساعدني ف شي
محمد: مب على كيفج
نوره بعدها تضحك: طفس "صدت صوب بنتها" زين جذه، بابا يعلق عليه بسبتج
 
ضحكت هند بكل براءه، ضحكه ظهرت منها غمازه، خلتني اوقف اتأملها
 
نوره: يا هالغمازه اللي مادري من منو وارثتنها
محمد: من يدتها
نوره: امايه ماعندها غمازه
محمد: اميه انا عندها
 
قالها وسار، وخلاني اوقف عاقده حواجبي، احاول اتذكر اذا عوشه حرمت خالي عندها غمازه والا انا ناسيه ضحكتها من كثر ماشوفها امبوزه 24 ساعه على عيالها الاولاد، محمد عق عليه تعليق خلاني ما انتبه ع الحياه حولي، الا بعد ما واحد من العمال زقرني ياخذ رايي في توزيع السنتر بيس على طاولات العرس!!
 
 
..
 
ف السياره، وين حاطتنه اسبيكر، يدخل صوته لأعماقها من كل مكان، ذنيها وقلبها وروحها !
 
عمر: اتصلت مرتين، ليش مارديتي ؟
ميره: كنت اكلم بنت عمي
عمر: هند؟
ميره: هند
 
ماكان يعرف عن حياتها شي غير هند، ميره هاديه لدرجه انها مابتتكلم حتى في امورها العاديه اللي ماتعنيه
 
عمر: وشو كانت تبا
ميره: ماشي، اتصلت اتسولف ووحشيت فيك شوي
عمر يطنز: والله !
ميره ضحكت: بالخير 
عمر: وعادي اتكلمين هند عني ؟
ميره: هند بنت عمي وقريبه مني
عمر: يا حظها
ميره: ليش
عمر: قريبه منج، وتدري عن اللي في قلبج
ميره: انته بعد تدري عن اللي في قلبي
عمر: مب كل اللي في قلبج
ميره: امم يعني 
عمر: شفتي! اعترفتي روحج
ميره: تدري باللي في قلبي صوبك، ومن قبل ماتبدا انته تتقرب مني واتكلمني، وتدري عن شعوري، كنت اتلمح، عارف وساكت
عمر: اتخيلي يعني ايي اقولج اني حاس بـ شعورج اتفضلي يلا نتعلق ف بعض! بعض الكلام ماينقال! او يحتاج له وقت عشان ينقال  
ميره: عيل كون شراتي
عمر: كيف
ميره: اذا خانك الكلام طرش لي لنك اغنية
عمر: وشو الاحساس لي اتحبينه ؟
ميره " عبدالمجيد "
 
ابتسمت وضحك، يدري ان قلبها متعلق بصوته واغانيه ومع ذلك كل مره يحب انها اتذكره بالاشيا لي اتحبها
 
عمر: يووم، اسمع اغانيه اللي اتحبينها، احاول القى نفسي في سطوره
ميره: انته كل الكلام
عمر: ياوييليييييييييي
 
كانت اتحب تسمع هالكلمه منه، كانت اتحب كلمات معينه، شعور غريب، اوقات خاصة ماكانت تلمحها فيه كل مره، بس يوم اتشوفها وتسمعها واتحس فيها، اتحس كأنها ملكت الدنيا، وهذا اللي يسويه الحب في قلب الانسان !
 
رد البيت بعد يوم مثقل بـ اسأله كثيرة ملت راسه، خذ شاور ورد يلس فوق فالصاله الصغيره، وعادة بعد المغرب، يتمعون اهلي في هالصاله يوم يرجع ابويه !
 
حصه: برد الشاي
ناصر: لا زين
سكتت، وردت صدت صوبه بعيون ماكانت ساكته وهند اتراقب وتضحك
ناصر: ليش تضحكين
هند: شوف النظرات لي حذالك وبتعرف ليش اضحك
ناصر: نظرات امج والا اختج؟
غايه: انا مايخصني، لا ادخلوني ف السالفه !
ناصر يأشر بدون لايصد: يعني تقصدن اخت فهد !!
حصه: يلا اتفضل دامك نسبتني لـ فهد معناته عندك سالفه اتخصه او اتخص ولده
ناصر: اتصدقين مروان يايبنه اليوم عندي المزرعه
حصه: زين عالاقل في كائنات حيه غير الهوش اتواسيك هناك
ناصر ضحك: انتي ليش مستهينه بالاشيا لي تستهويني فالحياه
حصه: امودرني طول النهار بروحي فالبيت ورايح اتجابل الهوش وماتباني استهين
ناصر: انا مافضلت اي شي عليج في هالحياه وانتي اتعرفين، عندج فله ثانيه هناك غير فلة المزرعه الاساسيه والمفتاح عندج، محد لليوم دخلها غيري بعد ماخلصت حتى ماييتي طليتي فيها
حصه: اثثتها ؟
ناصر: افا، اعطيج مفتاح فله فاضيه عيل ؟
حصه: زين، بمر يوم واحد بشوفها
ناصر صد صوب هند: هالجمله صار لي سنه اسمعها
حصه: صد صد صوبي لا تقعد اتحش فيني ويا بنتك
هند: صدقه امايه، انا ارد الظهر يا اتغدا او ما اتغدا واحط راسي ارقد لين المغرب، وغايه اللي ما اترد الا المغرب اصلا، انتي هالوقت كله شو اتسوين
حصه: اللي يسويه هو هناك
ناصر: وين؟ يالسه ف هالبيت حتى ماتسمعين صوت شي طبيعي حولج
حصه: احسن، اريح راسي شوي " سكتت شوي " فهد شو يايبنه
ناصر قال حق مروان ايبه عندي ويابه
حصه: ووو، يلس يسولف وياك وعادي يعني
ناصر: سؤالج مايطمن
حصه: انته اللي ما اطمن
ناصر ضحك: وانا شو قلت ؟؟
حصه: كان طبيعي ؟
ناصر: مافيه شي
حصه: زين الحمدلله
ناصر: ليش
حصه: لا بس اطمن
ناصر: مايطّمن الا الشخص اللي يكون خايف من شي
حصه: ومن شو بخاف
ناصر: ماخذ حرمه على راس عوشه
حصه: لا فديتك، اذا بخاف بخاف منك اللي ماترد لي طول النهار، فهد حليله يالس ف بيته مع حرمته وعياله واحفاده، انته متى اخر مره شايف احفادك
ناصر: بديينا !
حصه: اسمع خالد يوم يتكلم عن فهد، بابا فهد وبابا فهد، انته حتى مايطريك خير شر
ناصر: يعرف اني يده
حصه: زبن، كثر خيرك  
ناصر: بس اتصدقين فهد سألني سؤال حيرني
حصه: شو سألك
ناصر: قالي وين عبدالله اخوك، ليش ماقام يمرنا
 
سكتت اميه، هند شرقت بالشاي لي كانت تشربه، غايه ماسكه مبايلها ونظراتها صوب اميه اللي اتغير شكلها، اما ابويه، لازال على نفس الهدوء اللي هو فيه، موقف مروان والطريقه لي كان يتدخل فيها فالنقاش ماكانت طبيعيه، اسأله اميه، ردة فعل هند، خالي اللي فقد ذاكرته 
 
كلها اشيا تثبت ان الحياة اليايه، مابتكون بخير !